image

Media

*محرم الحزن والكآبة* *بقلم: السيد عقيل خلف* قال الامام الرضا "ع": إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ . ها قد اطل علينا محرم الحزن والاسى حيث تسيل الدمعة وتُرسم الكآبة وتنطلق الكلمة وتُسخر الإمكانات وتُبذل الاموال، فحق علينا ان تكون لنا كلمة لنقول "ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ". إن من اهم منعطفات التاريخ الاسلامي بل الانساني هي واقعة الطف التي جسدت الحق والقيم والاخلاق في أجل وابهى صورها وعلى النقيض من ذلك فقد تجسد الانحطاط والوحشية في اقسى ما يمكن أن تتخيله العقول او تسمع به الآذان بحيث عكست مدى وحشية الانسان عندما يتخلى عن الدين والقيم التي فطر الله الناس عليها وجعلها من ضمن تركيبته ومعجونه الانساني عندما خلقه في قول الله تعالى :(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون). وبحسب الموروث الاسلامي فقد تُكلم عنها - أي واقعة الطف- قبل وبعد حدوثها وانبأ عنها الرسول الاعظم (ص) وسائر الائمة "ع" بل وحتى بعض الانبياء "ع" مما يدلل على انها واقعة استثنائية بكل المعايير من حيث الاشخاص والاهداف وكذلك الفرق بين القدرات والامكانيات لكلا الطرفين، قال الامام الصادق "ع" (لايوم كيومك ياابا عبدالله) انه من ايام الله بل هو اعظمها. من اهم ما ميز هذه الواقعة هي محورية شخصية الامام الحسين "ع" الذي اتقن ادارة المعركة منذ بداية تحركه عند خروجه من المدينة والى انتهاء المعركة وما بعدها وذلك من خلال التدابير التالية: ١- الجانب الاداري والفني • اختيار المسار الذي خطط له من بداية حركته - المدينة المنورة - مكة المكرمة- العراق (من خلال المنازل التي وقف عندها اثناء توجهه الى العراق). • اختيار الشخصيات التي سوف تخوض معه المعركة( سواءً من اهله او اصحابه وذلك عن طريق المراسلات - حبيب بن مظاهر الاسدي- او اللقاءات - زهير بن القين). • اختيار جغرافية المعركة (العراق -كربلاء وليس مكاناً آخر وذلك لأهمية الموقع الاستراتيجي).

*محرم الحزن والكآبة* *بقلم: السيد عقيل خلف* قال الامام الرضا "ع": إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا ، وَ أَسْبَلَ دُمُوعَنَا ، وَ أَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وَ بَلَاءٍ ، أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَ الْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاءِ . ها قد اطل علينا محرم الحزن والاسى حيث تسيل الدمعة وتُرسم الكآبة وتنطلق الكلمة وتُسخر الإمكانات وتُبذل الاموال، فحق علينا ان تكون لنا كلمة لنقول "ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ". إن من اهم منعطفات التاريخ الاسلامي بل الانساني هي واقعة الطف التي جسدت الحق والقيم والاخلاق في أجل وابهى صورها وعلى النقيض من ذلك فقد تجسد الانحطاط والوحشية في اقسى ما يمكن أن تتخيله العقول او تسمع به الآذان بحيث عكست مدى وحشية الانسان عندما يتخلى عن الدين والقيم التي فطر الله الناس عليها وجعلها من ضمن تركيبته ومعجونه الانساني عندما خلقه في قول الله تعالى :(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون). وبحسب الموروث الاسلامي فقد تُكلم عنها - أي واقعة الطف- قبل وبعد حدوثها وانبأ عنها الرسول الاعظم (ص) وسائر الائمة "ع" بل وحتى بعض الانبياء "ع" مما يدلل على انها واقعة استثنائية بكل المعايير من حيث الاشخاص والاهداف وكذلك الفرق بين القدرات والامكانيات لكلا الطرفين، قال الامام الصادق "ع" (لايوم كيومك ياابا عبدالله) انه من ايام الله بل هو اعظمها. من اهم ما ميز هذه الواقعة هي محورية شخصية الامام الحسين "ع" الذي اتقن ادارة المعركة منذ بداية تحركه عند خروجه من المدينة والى انتهاء المعركة وما بعدها وذلك من خلال التدابير التالية: ١- الجانب الاداري والفني • اختيار المسار الذي خطط له من بداية حركته - المدينة المنورة - مكة المكرمة- العراق (من خلال المنازل التي وقف عندها اثناء توجهه الى العراق). • اختيار الشخصيات التي سوف تخوض معه المعركة( سواءً من اهله او اصحابه وذلك عن طريق المراسلات - حبيب بن مظاهر الاسدي- او اللقاءات - زهير بن القين). • اختيار جغرافية المعركة (العراق -كربلاء وليس مكاناً آخر وذلك لأهمية الموقع الاستراتيجي).