image

ميديا

للنهضة الحسينية ميزات استثنائية من حيث البنية الإيديولوجية والروحية والوجدانية لأبطالها في كل مفاصل القيام المبارك منذ بدايته إلى ما بعد عاشوراء، وربما أهم سمة تتجلى في الخطاب الثوري هي القيم المثالية التقليدية التي تحدث عنها الفلاسفة الإغريقيون القدامى سيما أفلاطون وأرسطو ومن جاء بعدهما المتمثلة في الحق والخير والجمال، ومن السهولة أن نضع أيدينا على مكامن الحق والخير في النهضة المباركة، وأما الجمال فهو يرتبط بالموت ارتباطا وثيقا لا انفكاك منه في سردية القيام الحسيني حيث يشكلان امتزاجا عضويا بين المفهومين المتنافرين. انطلاقا من المفهوم القرآني في صفة الشهداء قوله تعالى (فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ)، هذا ما تجسد في مواقف أبطال كربلاء من امتزاج الثنائية المتنافرة بين الموت (الشهادة)، والجمال (بمفهومه القيمي والفلسفي). إن الجمال كما يقول الفلاسفة مفهوم متغير ومتحرك ومتنوع، ومن الصعوبة قياس مدياته، بينما ثنائية الموت والجمال الممتزجة ثابتة واضحة في قول الإمام الحسين عليه السلام (خط الموت على ابن آدم مخط القلادة على جيد الفتاة)، وقوله عليه السلام (لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)، ويصف أصحابه (يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بمحالب أمه) وقول العباس (فقبح الله العيش بعدك)، وقول القاسم بن الحسن (الموت فيك أحلى من العسل)، وقول ابنه علي الأكبر (لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا)، وردود الأنصار حينما إذن إليهم إمامهم بالرحيل ليلة عاشوراء، فما كان منهم إلا التمسك بالموت كقيمة جمالية مطلقة مثلى يسعون إلى تحقيقها، وهذا ما أضفى على النهضة الحسينية قدسية وخلودا منفردا، فتكللت بقول الإمام (لا أعلمُ أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بيتي). ولما كان جمال الموت هو الأمر الواقع فلم تكن هناك أحداث دراماتيكية (غير متوقعة) سلبية في عاشوراء، بل كان الثبات هو سيد الأحداث، وقد أثبتت السيدة زينب (ع) بالتعبير عن تلك الثنائية المتلازمة بقولها (ما رأيت إلا جميلا)، بمعنى أن المجزرة الشنيعة المتوجة بالشهادة هي انتصار جميل للدم والقيم.

للنهضة الحسينية ميزات استثنائية من حيث البنية الإيديولوجية والروحية والوجدانية لأبطالها في كل مفاصل القيام المبارك منذ بدايته إلى ما بعد عاشوراء، وربما أهم سمة تتجلى في الخطاب الثوري هي القيم المثالية التقليدية التي تحدث عنها الفلاسفة الإغريقيون القدامى سيما أفلاطون وأرسطو ومن جاء بعدهما المتمثلة في الحق والخير والجمال، ومن السهولة أن نضع أيدينا على مكامن الحق والخير في النهضة المباركة، وأما الجمال فهو يرتبط بالموت ارتباطا وثيقا لا انفكاك منه في سردية القيام الحسيني حيث يشكلان امتزاجا عضويا بين المفهومين المتنافرين. انطلاقا من المفهوم القرآني في صفة الشهداء قوله تعالى (فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ)، هذا ما تجسد في مواقف أبطال كربلاء من امتزاج الثنائية المتنافرة بين الموت (الشهادة)، والجمال (بمفهومه القيمي والفلسفي). إن الجمال كما يقول الفلاسفة مفهوم متغير ومتحرك ومتنوع، ومن الصعوبة قياس مدياته، بينما ثنائية الموت والجمال الممتزجة ثابتة واضحة في قول الإمام الحسين عليه السلام (خط الموت على ابن آدم مخط القلادة على جيد الفتاة)، وقوله عليه السلام (لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)، ويصف أصحابه (يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بمحالب أمه) وقول العباس (فقبح الله العيش بعدك)، وقول القاسم بن الحسن (الموت فيك أحلى من العسل)، وقول ابنه علي الأكبر (لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا)، وردود الأنصار حينما إذن إليهم إمامهم بالرحيل ليلة عاشوراء، فما كان منهم إلا التمسك بالموت كقيمة جمالية مطلقة مثلى يسعون إلى تحقيقها، وهذا ما أضفى على النهضة الحسينية قدسية وخلودا منفردا، فتكللت بقول الإمام (لا أعلمُ أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بيتي). ولما كان جمال الموت هو الأمر الواقع فلم تكن هناك أحداث دراماتيكية (غير متوقعة) سلبية في عاشوراء، بل كان الثبات هو سيد الأحداث، وقد أثبتت السيدة زينب (ع) بالتعبير عن تلك الثنائية المتلازمة بقولها (ما رأيت إلا جميلا)، بمعنى أن المجزرة الشنيعة المتوجة بالشهادة هي انتصار جميل للدم والقيم.