image

ميديا

*التمرير اللانهائي.. طاحونة أوقاتنا* *بقلم: محمد نعمان القصاب* كثيرًا ما أجد نفسي أو غيري من الشباب، نحرك أصابعنا بحركة درامية لا تنتهي على شاشة الهاتف، صعودًا تلو صعود، بلا توقف. إنه التمرير اللانهائي في تصفح منشورات وسائل التواصل الاجتماعي كإنستغرام وسناب شات وتيك توك وغيرها. وبغض النظر عن سلبيات هذه المنصات، تبقى ظاهرة الإدمان على التمرير اللانهائي من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع اليوم. *الفوضى المعرفية* إن التعرض المكثف لهذا الكم الهائل من المنشورات، بطريقة متتالية وسريعة، يؤدي إلى التشويش الذهني والتشتت المعرفي. فهذه الطريقة لا تترك مجالًا لاستيعاب المعلومات بشكل كامل، ولا تساعد على ترسيخها في الذاكرة. والمحتوى القصير المتكرر، الذي غالبًا لا يغني الحصيلة المعرفية للمستخدم، يخلق حالة من الفوضى المعرفية، حيث تغيب القدرة على الفهم العميق أو الإدراك الواعي لأي فكرة تطرح عبر هذه المنشورات السطحية. *إدمان من نوع آخر* على الجانب الآخر، فإن التمرير اللانهائي يشبه محاولة الشرب من ماء البحر؛ فكلما استهلك المستخدم المزيد من هذا المحتوى، ازدادت رغبته في المزيد. وذلك بسبب بحثه اللاواعي عن جرعات متتالية من الترفيه، في محاولة لالتقاط لحظات سعادة مؤقتة، مما يقود في النهاية إلى أحد أنواع الإدمان الرقمي. وبينما يصعب الادعاء بأن بإمكاننا الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعي في عالم اليوم، إلا أن تقنين أوقات استخدامها، وتوجيه الاستخدام نحو جوانب أكثر فائدة، يمكن أن يقدم تجربة رقمية أكثر وعيًا ونفعًا. وهو أمر بالغ الأهمية لجيل بات بأمس الحاجة إلى تنظيم وقته وإدارة موارده الذهنية والمعرفية بذكاء.

*التمرير اللانهائي.. طاحونة أوقاتنا* *بقلم: محمد نعمان القصاب* كثيرًا ما أجد نفسي أو غيري من الشباب، نحرك أصابعنا بحركة درامية لا تنتهي على شاشة الهاتف، صعودًا تلو صعود، بلا توقف. إنه التمرير اللانهائي في تصفح منشورات وسائل التواصل الاجتماعي كإنستغرام وسناب شات وتيك توك وغيرها. وبغض النظر عن سلبيات هذه المنصات، تبقى ظاهرة الإدمان على التمرير اللانهائي من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع اليوم. *الفوضى المعرفية* إن التعرض المكثف لهذا الكم الهائل من المنشورات، بطريقة متتالية وسريعة، يؤدي إلى التشويش الذهني والتشتت المعرفي. فهذه الطريقة لا تترك مجالًا لاستيعاب المعلومات بشكل كامل، ولا تساعد على ترسيخها في الذاكرة. والمحتوى القصير المتكرر، الذي غالبًا لا يغني الحصيلة المعرفية للمستخدم، يخلق حالة من الفوضى المعرفية، حيث تغيب القدرة على الفهم العميق أو الإدراك الواعي لأي فكرة تطرح عبر هذه المنشورات السطحية. *إدمان من نوع آخر* على الجانب الآخر، فإن التمرير اللانهائي يشبه محاولة الشرب من ماء البحر؛ فكلما استهلك المستخدم المزيد من هذا المحتوى، ازدادت رغبته في المزيد. وذلك بسبب بحثه اللاواعي عن جرعات متتالية من الترفيه، في محاولة لالتقاط لحظات سعادة مؤقتة، مما يقود في النهاية إلى أحد أنواع الإدمان الرقمي. وبينما يصعب الادعاء بأن بإمكاننا الاستغناء عن وسائل التواصل الاجتماعي في عالم اليوم، إلا أن تقنين أوقات استخدامها، وتوجيه الاستخدام نحو جوانب أكثر فائدة، يمكن أن يقدم تجربة رقمية أكثر وعيًا ونفعًا. وهو أمر بالغ الأهمية لجيل بات بأمس الحاجة إلى تنظيم وقته وإدارة موارده الذهنية والمعرفية بذكاء.